الاثنين، 5 ديسمبر 2011

ماذا تعني كلمة التوحيد"لا إله إلا الله محمد رسول الله"



لا إله إلا الله...معناها، شروطها، مقتاضها



معنى لا إله إلا الله



أى لا معبود بحق إلا الله، و غير الله إن عبد فبباطل.

قال الله تعالى:

{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}(الحج:62،لقمان:30).

و قال تعالى: { فاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (محمد:19).



شروط لا إله إلا الله



الشرط الأول:



العلم بمعناها نفيا و إثباتا المنافى للجهل:



قال الله تعالى: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (محمد:19).

وعن عثمان بن عفان رضىَ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من مات و هو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة" رواه مسلم برقم:26.



الشرط الثانى :



اليقين المنافى للشك:



وذلك أن يكون قائلها مستيقنا بمدلول هذه الكلمة يقينا جازما؛فإن الإيمان لا يغنى فيه إلا علم اليقين، لا علم الظن، فكيف إذا دخله الشك.

قال الله تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحجرات:15)

فاشترط فى صدق إيمانهم بالله و رسوله كونهم لم يرتابوا-أى لم يشكوا- فأما المرتاب فهو من المنافقين- و العياذ بالله-الذين قال الله تعالى فيهم:{ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} (التوبة:45)

و عن ابى هريرة رضىَ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من لاقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة" رواه مسلم برقم:31

فاشترط فى دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقنا بها قلبه غير شاك فيها، و إذا انتفى الشرط انتفى المشروط.



الشرط الثالث:



القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه المنافى للرد:



قال الله تعالى: { إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36)} (الصافات)

و عن أبى موسى الأشعرى رضىَ الله عنه قال: : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"....فذلك مثل من فقه فى دين الله و نفعه ما بعثنى الله به من الهدى و العلم، فعلم و علم، و مثل من لم يرفع بذلك رأسا و لم يقبل هدى الله الذى أرسلت به" رواه البخارى:79 و مسلم:2282.



الشرط الرابع:



الأنقياد والإستسلام لما دلت عليه المنافى للترك:



قال الله تعالى: { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} (لقمان:22)

و معنى يسلم و جهه: اى ينقاد.

و هو محسن: أى موحد.

و العروة الوثقى: هى لا إله إلا الله.



و قال الله تعالى: { وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} (الزمر:54).

أى ارجعوا إلى ربكم و استسلموا له.

و عن عبد الله بن عمر مرفوعا: " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".

قال النووى فى الأربعين رقم:41 حديث حسن صحيح رويناه فى كتاب الحجة بإسناد صحيح.

و صححه الشيخ حافط حكمى فى كتابه " معارج القبول: 2\422، و قد احتج به ابن كثير فى نفسير:

{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (الأحزاب:36).

و احتج به الشيخ محمد ين عبد الوهاب التيمي رحمه الله. انظر الواجبات المتحتمات لمعرفة الأمور المهمات ص:8.

و فى سنده نعيم بن حماد الخزاعى و قد ضعفه قوم ووثقه أخرون.

وهو حسن الحديث إذا لم يكن مما أنكر علبه فيه وقد ذكر عدى فى الكامل ما انكر عليه ولم يذكر هذا منها و قال فى اخر الترجمة وأرجوا أن يكون باقى حديثه مستقيما.7\248.

و قال ابن حجر فى التهذيب 10\463: "و قد مضى ان ابن عدى تتبع ما وهم فيه فهذا فصل القول فيه."



قلت: و أنا معهما.



الشرط الخامس:



الصدق المنافى للكذب:



وهو ان يقول هذه الكلمة مصدقا بها قلبه، فإن قالها بلسانه ولم يصدق يها قلبه كان منافقا كاذبا.

قال الله تعالى: { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) } (العنكبوت).

و قال تعالى: {) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)} (البقرة)

وعن انس رضىَ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" ما من احد يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار".

رواه البخارى:128 و اللفظ له. و مسلم:32.



الشرط السادس:



الإخلاص المنافى للشرك و الرياء و السمعة:



و الأخلاص هو : تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك.

قال الله تعالى:{ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} (الزمر:2)

وقال تعالى: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ...} (البينة:5)



و عن ابى هريرة رضىَ الله عنه قال: : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أسعد الناس بشفاعتى يوم القيامة من قال لا إله لا الله خالصا من قلبه". رواه البخارى:99.



وعن عتبان بن مالك رضىَ الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغى بذلك وجه الله".



الشرط السابع :



المحبة لهذه الكلمة العظيمة المباركة و لما اقتضت ودلت عليه،و لأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها، و بغض ما ناقض ذلك.



قال الله تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} (البقرة:156)

و قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ...} (المائدة:54).



و عن أنس بن مالك رضىَ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاث من وجد فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما، و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله، و ان يكره أن يعود فى الكفر بعد إذ انقذه الله منه كما يكره أن يقذف فى النار" رواه البخارى:16،ومسلم:43.



فأهل لا إله إلا الله يحبون الله حبا خالصا، و اهل الشرك يحبونه و يحبون معه غيره هذا ينافى مقتضى لا إله إلا الله.



الشرط الثامن:



الكفر بالطواغيت: وهى المعبودات من دون الله و الإيمان بالله ربا و خالقا و معبودا بحق.



قال الله تعالى: { قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (265) } (البقرة).



و عن طارق بن أشيم رضىَ الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"من قال لا إله إلا الله و كفر بما يعبد من دون الله حرم ماله و دمه و حسايه على الله" رواه مسلم رقم:23 و أحمد 3\472.



قلت فلا إله إلا الله جمعت بين النفى و الإثبات فلا إله: نافيا جميع ما يعبد من دون الله.

و إلا الله: إثبات العبادة لله وحده لا شريك له.

و قد جمعت هذه الشروط فى هذين البيتين التاليين:

علم يقين و إخلاص و صدقك مع

.... محبة و انقياد و القبول لها

و زيد ثامنها الكفران منك بما

....سوى الإله من الأشياء قد ألها



راجع لشروط ل إله إلا الله كتاب معارج القيول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول فى التوحيد للشيخ حافظ بن أحمد حكمى 2\418-424.

و الدروس المهمة لعامة الأمة لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن علد الله بن باز رحمه الله، الدرس الثانى.




مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله




ترك عبادة ما سوى الله من جميع المعبودات المدلول عليه بالنفى، و هو قولنا (لا إله)

و عبادة الله وحده لا شريك له المدلول عليه بالإثبات وهو قولنا ( إلا الله).

قال الله تعالى: { رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاه} (الإسراء:23)

قال الله تعالى: { وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا} (النساء:36)









من كتاب القول المفيد فى أدلة التوحيد

للشيخ محمد بن عبد الوهاب

0 التعليقات:

إرسال تعليق