أبو بكر الصديق يبكي عند قراءة القرآن :
كان أبو
بكر رجلاً بكاءً لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن, ولقد أفزع ذلك أشراف قريش من
المشركين، فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم, فقالوا: إنا كنا أجرنا أبا بكر
بجوارك على أن يعبد ربه في داره، فقد جاوز ذلك، فابتنى مسجدًا في فناء داره، فأعلن
بالصلاة والقراءة فيه، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فانهه.
وهذا أمر طبيعي جدًّا، فإذا وصلت كلمات الله وكلمات الرسول خالصة نقية إلى أسماع
الناس وجردوا قلوبهم من المصالح، فمن الطبيعي جدًّا أن يؤمنوا بها: {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ
لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا
يَعْلَمُونَ} [الروم: 30].
وطبيعي جدًّا أن يقاتل الكافرون دون ذلك، وهم يعلمون صوابها: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا
وَعُلُوًّا} [النمل: 14].
قالوا: فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبى إلا أن يعلن بذلك
فسله أن يرد إليك ذمتك، فإنا قد كرهنا أن نخفرك، ولسنا مقرين لأبي بكر
الاستعلان.
هنا وُضع ابن الدغنة في موقف حرج فهو لا يريد أن يخسر كل أهل قريش، كما أنه ليس
من أهل مكة الأصليين ويبدو أن الكفر الشديد والعناد الكبير سيجعل مكة تغير من
قوانينها وأصولها فتكسر قواعد الحماية وتعطل قانون الإجارة، ولذا قالت عائشة: فأتى
ابن الدغنة إلى أبي بكر فقال: قد علمت الذي عاقدت لك
عليه، فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن ترجع إلي ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب
أني أخفرت في رجلٍ عقدت له.
هنا لا يتردد أبو بكر الصديق t، فالدعوة في مقدمة حياته
على كل شيء حتى على حياته وروحه, فقال أبو بكر: فإني أرد إليك جوارك، وأرضى بجوار
الله .
كانت هذه طبيعة أبي بكر، وكلنا يعلم أنه لما اشتد برسول الله وجعه، وذلك في مرض الموت، قيل في الصلاة, فقال r: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ، فَلْيُصَلِّ
بِالنَّاسِ". فقالت عائشة رضي الله عنها: إن أبا بكر رجلٌ رقيقٌ، إذا قرأ
القرآن غلبه البكاء. فقال: "مُرُوهُ
فَلْيُصَلِّ".
وفعلاً صلى أبو بكر بالناس، وفعلاً بكى كعادته في قراءة القرآن تمامًا كما وصفته
ابنته الفاضلة السيدة عائشة رضي الله عنها: رجلٌ رقيقٌ
كان أبو
بكر رجلاً بكاءً لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن, ولقد أفزع ذلك أشراف قريش من
المشركين، فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم, فقالوا: إنا كنا أجرنا أبا بكر
بجوارك على أن يعبد ربه في داره، فقد جاوز ذلك، فابتنى مسجدًا في فناء داره، فأعلن
بالصلاة والقراءة فيه، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فانهه.
وهذا أمر طبيعي جدًّا، فإذا وصلت كلمات الله وكلمات الرسول خالصة نقية إلى أسماع
الناس وجردوا قلوبهم من المصالح، فمن الطبيعي جدًّا أن يؤمنوا بها: {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ
لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا
يَعْلَمُونَ} [الروم: 30].
وطبيعي جدًّا أن يقاتل الكافرون دون ذلك، وهم يعلمون صوابها: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا
وَعُلُوًّا} [النمل: 14].
قالوا: فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبى إلا أن يعلن بذلك
فسله أن يرد إليك ذمتك، فإنا قد كرهنا أن نخفرك، ولسنا مقرين لأبي بكر
الاستعلان.
هنا وُضع ابن الدغنة في موقف حرج فهو لا يريد أن يخسر كل أهل قريش، كما أنه ليس
من أهل مكة الأصليين ويبدو أن الكفر الشديد والعناد الكبير سيجعل مكة تغير من
قوانينها وأصولها فتكسر قواعد الحماية وتعطل قانون الإجارة، ولذا قالت عائشة: فأتى
ابن الدغنة إلى أبي بكر فقال: قد علمت الذي عاقدت لك
عليه، فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن ترجع إلي ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب
أني أخفرت في رجلٍ عقدت له.
هنا لا يتردد أبو بكر الصديق t، فالدعوة في مقدمة حياته
على كل شيء حتى على حياته وروحه, فقال أبو بكر: فإني أرد إليك جوارك، وأرضى بجوار
الله .
كانت هذه طبيعة أبي بكر، وكلنا يعلم أنه لما اشتد برسول الله وجعه، وذلك في مرض الموت، قيل في الصلاة, فقال r: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ، فَلْيُصَلِّ
بِالنَّاسِ". فقالت عائشة رضي الله عنها: إن أبا بكر رجلٌ رقيقٌ، إذا قرأ
القرآن غلبه البكاء. فقال: "مُرُوهُ
فَلْيُصَلِّ".
وفعلاً صلى أبو بكر بالناس، وفعلاً بكى كعادته في قراءة القرآن تمامًا كما وصفته
ابنته الفاضلة السيدة عائشة رضي الله عنها: رجلٌ رقيقٌ
0 التعليقات:
إرسال تعليق